النقاب - بين الفضيلة والفريضة واللا شئ
مقدمة
بعد ان أخذت قرار ان اكتب موضوع في المدونة أتناول فيه رأيي في النقاب أخذت
في استرجاع قراءتي بخصوص هذا الموضوع ومشاهدة عشرات الفيديوهات على الانترنت
وقراءة عدد لا باس به من المقالات والمقتطفات وبعد ان أصبحت جاهز للكتابة , فتحت
برنامج الكتابة وجلست عدد من الدقائق ليس بالقليل أفكر ما هي الافتتاحية التي اجذب
بها القارئ حتى ينهي موضوع اعتقد انه سيكون مطول وبه كم من الفيديوهات والصور قد
تصيب أي قارئ بالملل .. صراحة لم أجد
لذلك فخير مستهل ان أعلن رأيي حتى إذا كنت من معارضيه وليس عندك من الصبر
لتسمع صوت غير نفسك ان تغادر سريعا دون ان تتكبد عناء القراءة
لذلك فانا من معارضي النقاب .. وبشدة
ليس فقط لأنني أؤمن بأنه ليس من الدين في شئ .. ولكني اعتقد انه تزيد على
الدين وكأن ما فيه من أوامر ونواهي لا تكفي لحفظ الأمة فزدنا عليه من عندنا
ولا تعتقد بهذا أني من مؤيدي اللباس العاري والضيق والشفاف .. ولكني من
معارضي ان يكون الرد على العري بالاختباء
أراء في النقاب
نأتي على النقاب والذي قيل في فضله ما لم يقل في فضل
العلم والصدقة والتراحم والفت له كتيبات توزع بالمجان على المارة لو تم استغلال
ثمنها لاكتسى من يلتحفون العراء في الليالي الباردة من المسلمين
وقبل ان نأتي لأدلة فرضية او وجوب النقاب نأتي لما قيل عنه
·
ففي أفضل الأحول وأكثرها يسرا يقرر جل شيوخنا
المعاصرين ان النقاب فضل وهو بذلك يعطيه مسحة دينية ويجعله فضل يستزاد به
وهذا الرأي لا أره مقنعا إذا ثبت لنا -فيما سنأتي إليه لاحقا- انه ليس من
الدين في شئ
·
وهناك رأي أخرى يرى انه مختلف في أمره ما بين
كونه واجب أو فضيلة ومع ذلك في أوقات الفتن ففيه رأي واحد وهو وجوبه
ومن مناصري هذا الرأي الشيخ المحترم محمد حسان
·
وهناك رأي أخر يرى ان النقاب مختلف في أمره بين
كونه "فرض" أو فضل ومن أتباع
هذا الرأي مفتي الديار المصرية -مع الأسف- الشيخ على جمعة
وهذا الرأي مصيبة في حد ذاته فكيف يكون فعل مختلف إذا كان فرض ام لا ؟
الأفعال الدينية الفريضية معروفة بنصوص ثابت الدلالة لا جدال ولا نقاش فيها
الصلاة على سبيل المثال فرض .. فرض لا خلاف فيه
فلم نسمع بأحد يقول ان الصلاة مثلا اما فرض او فضل
لان الأمر بالصلاة جاء في القران الكريم بنص ثابت قطعي ودال على معناه ”وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ“
فإذا ما قال شيخنا -على جمعة- بان
النقاب فيه رأيان احدهما يراه فرض ورأي يراه غير ذلك
فهو يجعل من الفروض موضوع للمناقشة والاختلاف
·
وهناك رأي أخر يرى ان النقاب هو فرض لازم لا جدال
فيه وان من لا تلبسه تأثم بل هناك من يراها أكثر من أثمه
·
وهناك الراي الأعجوبة من بعض شيوخنا الإجلاء الذي
قول بان النقاب واجب على المرأة الجميلة دون المرأة الـ ......... (أكمل)
وهذا الرأي أراه خبيثا لعينا فهو يفرض النقاب على كل النساء بلا استثناء
دون ان يعلن ذلك صراحة لأنه من الطبيعي انه ليس هناك امرأة على وجه البسيطة ترى أنها
ليست جميلة لذلك كلهن سيلجأنا إلى النقاب من باب إثبات ان ما يخفيه هذا النقاب هو
جمال ما بعده جمال
ويقول د احمد شوقي الفنجري في كتابه النقاب[1]
ان هذا منطق شاذ لا يقبل به عقل ولا دين .. فالدين لا
يفرق بين امرأة جميله وأخرى قبيحة لان عباد الله جميعا أمام حكم الشرع واحد ولا
يعقل ان ينزل تشريع خاص للمرأة الجميلة وأخر للقبيحة ثم لا توجد في هذه الدنيا امرأة
تعتبر نفسها قبيحة فكيف نفرق بين الاثنين عند تطبيق شريعة الله ؟
أدلة المتحدثين بالنقاب
هناك أدلة كثيرة يسوقها موجبي النقاب وفارضيه
ولكننا سنختار منها أهمها وأكثرها شيوعا وهي الآيات التي يقال بأنها توجب
النقاب على التفصيل التالي قوله تعالى
o
”يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا“ [الأحزاب :59]
ويروا ان المستفاد من
هذه الآية ان إدناء الجلباب بمعنى ان يرخى على الوجه أما ”ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ“ بمعنى حتى يعلم من يمرن عليه انهن حرائر فلا يؤذيهم
وفي هذه الآية تفصيل
فأولا ”يُدْنِينَ“ من دنا أَدْنَى بمعنى قرّب .. و أدنى الثوب
بمعنى أرخاه[صورة1]
والسؤال هنا كيف يتم إرخاء
الثوب فينزل على الوجه ؟
ليستقيم المعنى القائل بان إدناء (إرخاء) الثوب يعني ان ينزل على الوجه فيغطيه يجب ان يكون معنى الثوب هو ما يوضع فوق الرأس حتى اذا ارتخى نزل على الوجه وهو ما لا يحمله معنى الثوب فالثوب يوضع على البدن والأولى إذا تم إرخاء الثوب ان ينزل إلى الأقدام وهو مراد الآية
ليستقيم المعنى القائل بان إدناء (إرخاء) الثوب يعني ان ينزل على الوجه فيغطيه يجب ان يكون معنى الثوب هو ما يوضع فوق الرأس حتى اذا ارتخى نزل على الوجه وهو ما لا يحمله معنى الثوب فالثوب يوضع على البدن والأولى إذا تم إرخاء الثوب ان ينزل إلى الأقدام وهو مراد الآية
بمعنى ان يكون الثوب مرتخي فضفاض وان يكون واصل إلى
الأقدام
ثانيا ”ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ“ فتفسيرهم بأنه ليعرف من يمرون عليه انهن حرائر فلا يؤذيهم
فهل هذا يعني ان غير
الحرائر يجوز ان يكشفوا وجههم (على تفسيرهم) ويتم ايذائهم ؟
إذا ماذا عن الإماء
المسلمات ؟
الم يكن هناك امة
مسلمة ؟ وهذه الامة المسلمة المفترض أنها أيضا مخاطبة بالآية وذلك لقوله تعالى ”وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ“ -إلا إذا قال البعض ان الإماء المسلمات لا
يعتبروا من نساء المؤمنين- إذا ففهمهم بان إدناء الثوب للتفرق بين الحرائر والعبيد
لابد انه خاطئ
والأدق ”أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ“ بمعنى ذلك اقرب ليعلم من يمرون عليه انهن
محتشمات صالحات
و في تفسير هذه الآية
رأي أخرى يُعتبر من العجائب يرى ان ”يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ“ أي ان يغطين كل اجسامهن بالجلباب عدى العين
اليسرى ...[صورة2],[رابط1]
والسؤال هنا -ولن أتناول
هذا الرأي بالشرح أو النقد- بأي وسيلة لغوية حملتم الآية هذا المعنى !؟
دليل اخر يسوقه
المتحدثين بالنقاب وهو قوله تعالى
o ”وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ
يَغْضُضْنَ
مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ“ [النور :31]
والمستفاد من هذه
الآية ان ”وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى
جُيُوبِهِنَّ“ بمعنى
ان تغطي وجهها بالنقاب
رغم ان الخمار لغة ما
يغطي الرأس .. وهو للمرأة (الحجاب ,التحجيبة ,الايشارب أو الطرحة ) أي من هذه الألفاظ
يصل بالمعنى والخمار للرجل (العمامة)[صورة3]
وهناك بعض الأحاديث
عن حكم المسح على الخف (الجوارب) والخمار (العمامة)[صورة4],[رابط2]
وما أدل على ان
الخمار هو غطاء للرأس وفقط من ان الآية قد نصت على وظيفة أخرى للخمار صراحة حيث
انه ولما كان الخمار غطاء للرأس فقط فزادت الآية من وظيفته بان يضرب به على الجيب أيضا
والجيب هو الفتحة في الملابس عند الصدر ولهذه الفتحة استخدام يجعل من الصعب
الاستغناء عنها[2]
وعليه كان لزاما ان تُغطى
هذه الفتحة بان يضرب بالخمار عليها
وبيان ذلك من
قوله تعالى في ذات الآية ”وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ
إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا“والمقصود بالآية عند كثير من أهل العلم هي الزينة التي
تظهر في الأماكن المكشوفة من المرأة وهي الوجه والكفين
وقد يقول البعض إذا فللمرأة
ان تضع ما تشاء من مساحيق التجميل مثلا على وجهها طالما ان زينة الوجة والكفين
متاحين
وهنا نقول بان هذا
يدخل في حكم التبرج وهو منهي عنه بنص أخر ”وَلا تَبَرَّجْنَ“
وهي من البرج وتبرج اي برز من البرج وهو الخروج عن المألوف وعن الخلقة
الطبيعية
ويقول الشيخ الشعراوي
بان الزينة المقصودة في الآية هي الزينة المعتادة للمرأة كالكحل في العين والحناء
في اليد والخاتم في الإصبع[صورة5],[رابط3]
وهناك من حاول من المتحدثين بالنقاب ان يفسر”وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا“ بان ما ظهر منها هو الزينة الظاهرة، والجمال
الظاهر، الذي لا يمكن أن يخفى؛ كأن تكون طويلة، فكيف تقصر نفسها؟! أو نحيفة أو
غيره
وهذا الرأي مردود
عليه بان الطول او النحافة أو السمنة او أي مظهر أخر لا يسمى زينة بل انه الخلقة أو
الهيئة فالزينة مضافة على الخلقة كالخاتم والحناء وبالتالي فهذا الرأي لا أراه
سديدا
دليل اخر وهو قوله
تعالى
o ”وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء
الَّلاتِي
لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن
يَضَعْنَ
ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن
يَسْتَعْفِفْنَ
خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“[النور :60]
والمستفاد من هذا
النص ان القواعد من النساء أي التي بلغن سنا يجعلهن لسنا مطمع للرجال (عجوز)
ان تضع ثيابها ويفسروا
الثياب بانه النقاب و بمفهوم المخالفة فان السيدة اليافعة الشابة يكون لزاما عليها
ان تلبس النقاب
ولا يوجد في الآية اي
دليل لغوى يجعل من الثياب في ”يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ“ بمعنى النقاب فما هو المانع من ان يكون
المراد هو الخمار(غطاء الرأس) وهو الأولى لأنه اللباس المأمور به ؟
وهو ما ذهب إليه
الشيخ الشعراوي في تفسيره حيث قال ان مثال وضع الثياب بالنسبة للقواعد من النساء
هو ان تخلع طرحتها مثلا (غطاء الرأس) [صورة6],[رابط4]
وعلى الرغم من ذلك
فقد جاءت الاية لتدل على ان للقواعد ان يتمسكن باللباس الشرعي الكامل افضل لهن ”وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ“
دليل اخر ( ولكن لا
يستخدمه الكثيرين ) واعتقد لأنه اضعف من ان يساق كدليل وهو قوله تعالى
o
”قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ“[النور :30]
ويستدلوا من هذه الآية
على ان الرجال مأمورين بان يغضوا أبصارهم وحتى تساعدهم النساء على تحقيق هذا الأمر
وحتى يكتمل لهم غض البصر فلزاما على النساء ارتداء النقاب
وهنا أقول لهم انظروا
الى الآية التالية لما ذكرتم ”وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ“ [النور :31 ] وقولوا لي هل معنى هذا ان تلبسوا انتم أيضا النقاب ؟ فالنساء أيضا مأمورات
بغض أبصارهن وأنا على يقين ان واحدا منكم لن يطيقه لمدة ساعة واحدة
واخيرا وليس اخرا لان
ما بقى من الأدلة بعد ذلك هو عدد من الأحاديث المشكوك في صحتها من ناحية أو
المنسوبة إلى صحابيات -وان كنا عظيمات لا شك-
الا ان التشريع لا يؤخذ منهن ومن ذلك "عن أسماء
بنت أبي بكر قالت : كنا نغطي وجوهنا من الرجال .. وكنا نمتشط قبل ذلك
في الإحرام .. رواه ابن خزيمة، والحاكم، وقال : صحيح على شرطهما ، ووافقه
الذهبي .." وهي رواية منسوبة الى أسماء بنت أبي بكر وهي
صحابية جليلة ولكن التشريع لا يؤخذ منها (هذا على فرض صحة الرواية) فالتشريع لله أو ما افهمه لنا النبي الكريم
نعود الى أخر دليل
وهو قوله تعالى
o
”وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ“ [الأحزاب :53]
وقالوا ان الحجاب هو
غطاء الوجه و ان هذه الآية عامة لكل النساء
والرد
أولا ان هذه الآية خاصة بنساء النبي صلى
الله عليه وسلم وهو المستفاد من بداية الآية حتى نهايتها حيث جاء نصها ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ
إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ
إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا
فَإِذَا
طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ
وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ
مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ
وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ
عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا“ [الأحزاب :53]
فالآية كاملة تتحدث
عن النبي وزائرين بيته والمتعاملين مع زوجاته
ثانيا عن معنى الحجاب في الآية فالحجاب لغة الستار او الفاصل [صورة7]
واعتقد ان الظاهر من الآية
ان المخاطبين هم السائلين ”وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ“ أي انتم ايها السائلين ان احتجتم الى شئ من
بيت النبي وسألتم زوجات النبي في هذه الحاجة فاسألوهن وانتم محتجبين
وللتقريب
المعنى
هذا
يحدث الى يومنا هذا فاذا ذهب احدنا إلى بيت جار او احد المعارف وطرق باب البيت فانه
بعد ان يطرق على الباب ياخذ جانب مستتر ليقف فيه حتى لا يكون في مواجهة من سيقوم
بفتح الباب وحين يخرج احد من أهل الدار -وغالبا ما تكون الزوجة- يسألها وهو في مكانه عما يحتاجه او من يريده من أهل
البيت فإذا اطمأن لموقف الموجود على مدخل المنزل قد يحاول بعد ذلك ان يخرج من
سترته التي اتخذها[3]
وعليه فان الأمر في الآية إنما جاء للسائل لحاجة من بيت النبي ان يحتجب وهو
يطلب حاجته <وَإِذَا
سَأَلْتُمُوهُنَّ (أي سألتم زوجات النبي) مَتَاعًا (حاجة
من الحوائج) فَاسْأَلُوهُنَّ (أي اسألوا انتم ) مِن وَرَاء حِجَابٍ (وانتم مستترين حتى
لا تتعدوا على حرمة منزل النبي وزوجاته) >
وعلى كل حال فحتى وان كان الأمر لزوجات النبي فان الحجاب لا يعني لغة بأي
حال من الأحوال غطاء الوجه بل يعني ساتر أو حائل أو حاجز أو فاصل بين السائل و نساء
النبي
أدلة أخرى على عدم فرضية النقاب
وان
كنا عرضنا لحجج موجبي النقاب فان هناك أدلة أخرى من الشريعة إذا نظرنا إليها بالعقل
يفهم منها ان النقاب ليس فريضة
ومن ذلك ان الثابت
والمتفق عليه في جميع المذاهب الفقهية (التي تقول بالنقاب) ان وجه المرأة وكفيها
ليس بعورة أثناء الصلاة بل ان الصلاة بالنقاب مكروهة
والسؤال .. إذا كان
وجه المرأة عورة ومفروض عليها تغطيته فكيف يجيز لها الشارع ان تصلي وهو مكشوف بل
انه مكروه ان تغطيه!؟
والمعلوم ان الصلاة
لا تجوز إلا إذا ستر الإنسان عورته
أيضا فعند المتحدثين بالنقاب
معروف ان بين النساء وبعضهن يجوز كشف الوجه -وان اختلفوا في جوز كشفه أمام الكافرة- وهو أيضا
الواقع العملي حيث ان المنتقبة متى دخلت إلى مكان لا يوجد به غير النساء .. تقوم
بكشف وجهها
والثابت لدى جميع أهل
العلم ان عورة الإنسان لا يجوز كشفها حتى أمام من هم من نفس جنسه
فعورة الرجل مثلا واجب
تغطيتها أمام الرجال والنساء على السواء
إذا فكيف يكون وجه المرأة
عورة ومع ذلك يجوز للمرأة تعريته أمام بني جنسها ؟
ما هو اللباس الشرعي للمرأة
اذا وبعد كل ما قيل
ما هو اللباس الواجب على المرأة إذا ؟؟
هل هو التبرج
والخلاعة وغيرها ؟
الجواب من نص كتاب الله
الذي ”لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ
تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ“
وقد جاء محددا تحديدا
شاملا في آيتان وهما
”يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ“ بمعنى ان يكون الجلباب (الجلبية العباءة او أي لباس يغطي البدن) فضفاضا
متدليا إلى الأسفل
والآية الثانية ”لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ“ بمعنى لبس الخمار (غطاء الرأس) بأي شكل كان
ويكون هذا الغطاء خافيا لفتحة الصدر في الجلباب بصورة جيدة وهو المستفاد من "يَضْرِبْنَ
" [فيديو1]
وعليه فاللباس المراد
هو الفضفاض المتدلي للأسفل والمخفي للشعر وفتحة الصدر
وهو المنصوص عليه شرعا ولا يجوز بعد ذلك ان يقول قائل بأنه وان كان النقاب ليس فرضا لا مانع من الاستزادة به على سبيل الفضل لا الفرض لان الفروض لا يزاد عليها فلا يمكن لأحد ان يقول ان صلاة الظهر 6 ركعات يعتبر من قبيل الفضيلة لأنها مفروضة بحالها هكذا
وكذا الحجاب الذي بينته الآيتان
وهو المنصوص عليه شرعا ولا يجوز بعد ذلك ان يقول قائل بأنه وان كان النقاب ليس فرضا لا مانع من الاستزادة به على سبيل الفضل لا الفرض لان الفروض لا يزاد عليها فلا يمكن لأحد ان يقول ان صلاة الظهر 6 ركعات يعتبر من قبيل الفضيلة لأنها مفروضة بحالها هكذا
وكذا الحجاب الذي بينته الآيتان
خاتمة
لن أطيل .. فقط
ان اصبت فمن الله
وان اخطأت فمن نفسي والشيطان
-----------------------------------------------------------
هوامش
[1] النقاب في التاريخ
- في الدين - في علم الاجتماع / الدكتور احمد شوقي الفنجري / سلسلة اقرأ / عدد 687/
دار المعارف
[2] للجيب (فتحة الصدر)وظيفة في الملابس فهو
يوفر في الجلباب أو العباءة أو أي لباس متسع لتمر منه الرأس
[3] ولا شك ان ما يقولوه
بان الخطاب الموجه للنبي أو لزوجاته أولى لنا ان نتبعه على الاقل من باب الاقتضاء ,فمثلا
يأتي الأمر إلى الرسول الكريم " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هي أحسن" ومع ذلك فكل من يدعوا الى سبيل الله من بعد الرسول
يكن هذا الأمر موجه اليه
ويمكن القياس على ذلك
في كثير من الآيات التي وجهت إلى النبي الكريم
" وجادلهم بالتي
هي أحسن" ,"إنك لا تهدي من أحببت"
صور
[صورة1]
[صورة2[رابط1]]
[صورة3]
[صورة4[رابط2]]
[صورة5[رابط3]]
[صورة6[رابط4]]
[صورة7]
روابط
فيديوهات
[فيديو1]
تم بحمد الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة
- ارجوا ابلاغى باى خطا فى الايات او ترقيمها او نسبها للسور عن طريق التعليق او استخدام نموذج المراسلة
مقال رائع جدا ومعبر وصادق هذا هو رأي ايضا
ردحذف